أصبح السرد القصصي اتجاهاً يسعى إليه كل من صناع القرار وحتى المستهلكين في نفس الوقت.
تشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن استخدام السرد القصصي بشكل جيد للتسويق أي شركة يزيد من قيمة المنتج أو الخدمة إلى أكثر من 20 ضعف.
وحسب Digital Marketing Institute فإن 92% من المستهلكين يفضلون الإعلانات بشكل سرد قصصي.
لهذا السبب تميل الشركات إلى استخدام رؤية مبتكرة وواضحة لتسعى من خلالها إلى تحديد احتياجات العملاء أو الزبائن وسلوكهم المتغير ليقدموا علامتهم التجارية بشكل مرن يتلاءم مع تلك التغيرات.
للاطلاع على السرد القصصي كمفهوم وكيفية استخدامه يمكنك مراجعة المقال السابق: كل ما تريد معرفته عن السرد القصصي.
أما في هذا المقال فإني سأقوم بتقديم أهم 6 اتجاهات يمكن للمسوقين استخدامها لتقديم قصصهم بأسلوب سردي يجذب العملاء ويؤثر عليهم.
أهم 6 أنواع من أنواع السرد القصصي والتي يمكن استخدامها في التسويق:
1- السرد القصصي المبني على البيانات
بحلول عام 2020، سيتم إنشاء 1.7 ميغابايت من البيانات كل ثانية، لكل شخص على وجه الأرض.
وبالتالي فإن الاستفادة من الكميات الهائلة من البيانات الرقمية المتاحة لإنشاء قصص بصرية وجذابة ستكون أداة ممتازة تستخدمها الشركات خلال الأعوام القادمة تتغلب بها على فوضى البيانات تلك.
ومثال ذلك، استخدام السرد القصصي المبني على البيانات من Google Trends.
خلال حملة Lookback، قامت Google Trends بجمع البيانات الأكثر قيمة عن العام السابق واستخدمتها لإنشاء فيديو سردي. وكانت النتيجة هي أنها وفت بوعدها بتزويد المسوقين بوسيلة تساعدهم في الاستفادة من الاتجاهات المعاصرة لإطلاق حملات إعلانية أكثر فعالية.
2- الإعلانات المصغرة
ظهرت الإعلانات المصغرة بسبب حاجة الشركات لطرق جديدة ومبتكرة للتواصل مع المستهلكين وتقديم رسالتهم كجزء من استراتيجيتهم الرقمية.
لذلك فإن الفيديو يعتبر أفضل وسيلة لتقديم القصة، حيث تقوم الشركات التي تستخدم الفيديو بتنشيط حركة الزوار بمقدار 41% أكثر من الشركات التي لا تعتمد على مقاطع الفيديو.
ومن هنا أعلن Facebook عن طرح إعلانات مصغرة بمدة 6 ثوان تسمح للشركات برواية قصتها، لتقوم بعدها YouTube بإطلاق تحدي قصة بـ 6 ثوان.
لقد كان لهذه الإعلانات نتائج مذهلة حيث أظهرت القدرة على زيادة جذب العملاء بمحتوى أقل لكن أذكى!
3- القصص التي يتحكم بها العملاء
لقد أصبح لدى المستهلكين والعملاء العديد من المنصات التي يتبادلون فيها أفكارهم وآراءهم.
ولعل القصص التي ينشئها المستخدمون تساعد في بناء الثقة وزيادة وصولك إلى فئة أكبر. ويمكنك الحصول على تلك القصص من خلال استضافة بعض العملاء المؤثرين، أو دعوتهم لكتابة تدوينة أو مقال، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفضل مثال هنا هو القصص التي يرويها عملاء Airbnb بدلاً من القصص التي تسردها هي عن نفسها. حيث يتم نشرها ضمن قسم ‘Stories from the Airbnb Community‘.
4- السرد القصصي الذي يعتمد على أخلاق العمل
يميل العملاء اليوم إلى الشفافية حيث يرغبون بمعرفة المزيد عن الشركات، كيف تدير أعمالها، كيف تتعامل مع موظفيها، وغير ذلك.
لذلك فإن السرد القصصي في الوقت الحالي لابد أن يكون صادقاً، واضحاً ويتمتع بشفافية عالية.
إن الفشل في فهم سلوك المستهلك المتغير يؤثر بشكل سلبي على أداء الشركات، لذلك يجب عليها أن تكثف جهودها لتجعل رغبات العملاء وما يبحثون عنه أساساً للقصص التي سترويها.
من الأمثلة البارزة على رواية القصص الأخلاقية، هو القصص التي تستخدمها Patagonia. وهي قصص موجهة لجيل أصغر وأكثر ميلاً إلى المغامرة وأكثر وعياً بالبيئة. حيث تركز على بناء أفضل منتج، وعدم التسبب في أي ضرر غير ضروري، واستخدام أعمالها لإلهام وتنفيذ حلول للأزمة البيئية”، وهذا ما تركز عليه خلال حملاتها التسويقية الرائعة.
5- السرد القصصي الذي يحيط بالعميل
لقد تحول الواقع الافتراضي إلى خيار قابل للتطبيق في الشركات للتواصل مع جمهورها، حيث أصبح أداة مثيرة للاهتمام تستطيع من خلالها الشركة توصيل رسالتها وجذب العملاء.
بعد النجاح الذي حققه Pokemon Go أصبح السرد القصصي احتمالاً أكثر رواجاً.
حيث يعتمد على أخذ الفرد ووضعه في تجربة حسية تشكل جوهر قصة شركتك.
ومع تطور هذا النوع من السرد القصصي، من المتوقع أن تظهر مجموعة من الابتكارات الريادية في مجال التسويق الرقمي، لتكون وسيلة ليس فقط لرواية القصص وإنشاء حملات التفكير المستقبلي بل لتوفر للآخرين الأدوات اللازمة لدفع مهاراتهم إلى مستوى جديد كلياً.
6- وسائل التواصل الاجتماعي المظلمة
يشير مصطلح وسائل التواصل الاجتماعي المظلمة Dark social إلى نوع من المشاركة التي لا يمكن تتبعها بدقة، مثل البيانات التي لم يتم تسجيلها بواسطة منصات تحليلات الويب.
من الناحية النظرية، إذا نقر شخص ما على رابط إلى موقع من أحد مواقع التواصل الاجتماعي مثل Twitter أو Facebook أو LinkedIn، ستقوم منصة تحليلية بالكشف عن مصدر هذه الإحالة.
ولكن مع ارتفاع مشاركة المستهلكين للروابط من خلال تطبيقات المراسلة مثل WhatsApp أو Snapchat، بالإضافة إلى وسائل تقليدية أكثر بما في ذلك البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية القصيرة، سيكون هناك حاجة للمزيد من الأدوات لقياس مصادر الإحالة غير الاعتماد على التفاعل في Facebook أو Twitter.
وعلى المستوى العالمي، فإن 70% من جميع الإحالات عبر الإنترنت تأتي الآن من وسائل التواصل الاجتماعي المظلمة.
مع كثرة الأشخاص الذين يستخدمون البرامج أو الوسائط مثل Slack أو SMS أو Google Hangouts وSnapchat وحتى البريد الإلكتروني كمصدر للمعلومات والتواصل، يجب على الشركات استخدام هذه القنوات لمشاركة القيم والقصص.
من خلال فتح قنوات الاتصال هذه، يمكن للمسؤولين عن التسويق الرقمي زيادة التواصل والتفاعل ومنح الأشخاص وسيلة للمساهمة في سرد قصة الشركة.
الآن، بعد أن تعرّفت على أنواع السرد القصصي تعرّف على كيفية استخدام السرد القصصي في التسويق
أخيراً…
مع وجود كل هذه الأساليب والطرق التي يمكن استخدامها وتوظيفها للسرد القصصي وتطوير العمل، فإن أحد أهم أسباب النجاح هو إجراء الأبحاث والدراسات التي تساعد في فهم سلوك المستهلك، بهدف استخدامها لتقديم نتائج واقعية تساهم في جذب العملاء والتأثير عليهم.
المصدر: Digital Marketing Institute