قبل أن تتسرع ويأخذك حماسك لتبدأ بكتابة المحتوى، عليك أن تتريث لتقف أمام بعض الخطوات الهامة التي يجب القيام بها قبل مثل التخطيط Content Planning ووضع استراتيجية المحتوى Content Strategy.
لماذا يجب أن تعد استراتيجية المحتوى؟
لأنها ستكون بمثابة رؤيتك والوجهة التي ستقود المحتوى إليها، وهي التي ستساعدك في وضع خطة محتوى محكمة والتي ستكون بمثابة خريطتك لتحقيق الأهداف التي رسمتها في الاستراتيجية.
في هذا المقال سأتحدث عن عملية التخطيط وإعداد استراتيجية المحتوى بطريقة شاملة، وسأتناول في المقال التالي آلية وضع خطة تفصيلية للمحتوى.
ما هي استراتيجية المحتوى
يمكن تعريف استراتيجية المحتوى بأنها ملف يوضح بالتفصيل كيف ستنشئ علامتك التجارية المحتوى المناسب لتحقيق أهدافك في استهداف جمهورك.
تعد الاستراتيجية بمثابة بوصلة تخبرك بأسباب اختيار أفكار المحتوى ومواضيعه وسط المتغيرات المختلفة مثل المنافسين وفجوات المحتوى والجمهور.
تكمن أهمية استراتيجية المحتوى الجيدة في جذب جمهورك المستهدف في كل مرحلة من مراحل قمع المبيعات والتسويق، إذ أنها تركز على الوصول للمحتوى الذي يحافظ على تفاعل الجمهور وشرائه، حتى بعد إجراء عملية البيع.
كيفية إنشاء استراتيجيات المحتوى
الآن، دعنا نفكك هذا اللغز ونبدأ بإعداد استراتيجية المحتوى من خلال 6 خطوات أساسية:
1- تحديد الأهداف
قبل أن تبدأ بكتابة أي شيء، وقبل وضع استراتيجية المحتوى يجب أن تتأكد من وجود هدف أساسي وواضح، أو حتى أهداف ثانوية، فتحديد الأهداف يعني أن كل ما تعدّه من محتوى يجب أن يخدم تلك الأهداف ويعمل على تحقيقها.
يجب أن تقوم بتحديد أهداف المحتوى حسب أهداف شركتك، أي ما تريد شركتك تحقيقه على المدى الطويل.
قد يكون أهدافها زيادة المبيعات أو زيادة الوعي بعلامتها التجارية، مهما كانت الأهداف تأكد من وجود ما يقابلها من مؤشرات أداء لتقيس مدى قياس لتلك الأهداف.
لذا، من المهم هنا أن تكتب أهدافك بأسلوب SMART والذي يعني:
S | محددة (Specific) | إن الأهداف الواضحة تحافظ على تركيز جهودك باتجاه واحد، لذا قسم الأهداف العامة إلى أهداف فرعية أكثر وضوحًا. |
M | قابلة للقياس (Measurable) | تتيح لك تتبع أداءك واتخاذ قرارات تستند إلى البيانات، لذا تجنب الأهداف الغامضة وحولها إلى أهداف قابلة للقياس. |
A | قابلة للتحقيق (Achievable) | إن الأهداف الطموحة للغاية يمكن أن تثبط عزيمتك. احرص على تحديد أهداف واقعية تراعي مواردك وإمكاناتك. |
R | ذات صلة (Relevant) | يجب أن تتوافق أهداف المحتوى مع استراتيجية التسويق وخاصةً أنه جزء منها. ستحظى بنتائج أفضل عندما توظف جهودك كلها في أهداف متجانسة. |
T | محددة بوقت (Time-Bound) | حفز نفسك وتتبع أداءك بدقة أكبر من خلال تحديد وقت محدد لتحقيق كل هدف، ولكن تأكد من أنك تحدد المدة الزمنية الكافية لإحداث التأثير اللازم. |
الآن، لنفترض أن هدفك هو زيادة الزيارات لموقعك، سيكون الهدف مكتوباً بطريقة SMART كما يلي:
“زيادة زيارات الموقع بنسبة 25% خلال الأشهر الستة المقبلة من خلال تحسين المحتوى الحالي لمحركات البحث ونشر مقالات عالية الجودة مرتين في الأسبوع”.
2- تحليل الجمهور المستهدف
بعد أن أصبح لديك رؤية واضحة كيفية توظيف المحتوى لتحقيق أهدافك يجب أن تحدد الآن من هو جمهورك الذي ستقدم له هذا المحتوى.
ما رأيك لو أعددت نموذجاً للجمهور المستهدف بحيث تفكر به كأنه شخص ماثل أمامك وترغب بمخاطبته؟ ليشعر جمهورك وكأنك تتحدث إليه بشكل مباشر.
في الحقيقة هذا ما يسمى بشخصية العميل Buyer Persona، والتي بناءً عليها ستحدد مع من تتحدث؟ كيف تتحدث؟ وأين تجدهم؟
قم بإجراء بعض الأبحاث أو حتى بعض التجارب، ضع خطوطاً مبدئية ومن ثم قم بتعديلها وتغييرها حسب نتائج تلك التجارب، لتصل أخيراً إلى الشخصية المثالية (أو أكثر) المناسبة لجمهورك.
عند تحديدك لشخصية العميل يجب أن تراعي دراستك لكل من:
- التركيبة السكانية: العمر والجنس والبلد
- التركيبة الاجتماعية والاقتصادية: حجم الأسرة ومستوى الدخل والحالة الوظيفية ومستوى التعليم
- السلوك: الاهتمامات والأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي
بما أن قد كل شريحة من جمهورك سيتفاعل مع محتواك بطريقة مختلفة، فيجب أن يكون لديك طريقة منفصلة لتقديم المحتوى لكل شريحة.
لتصل إلى أنسب طريقة، اطرح على نفسك الأسئلة التالية، وحاول الإجابة عنها لتعرف أكثر عن جمهورك المستهدف وكيفية تقديم المحتوى له:
- ما مستوى مهارة الأشخاص الذين تستهدفهم؟ هل هم خبراء في المجال أم أنهم أشخاص بدأوا للتو ويحاولون تعلم المزيد؟
- هل المحتوى الذي تنتجه مرتبط بمنتجاتك وخدماتك؟ لماذا يحتاج الناس إليها ولماذا يجب أن يتابعوه؟ هل يتابعون محتواك ليشتروا منتجاتك فقط أم للحصول على المعلومات؟
- ما القنوات والتقنيات والمواضيع المرتبطة بمنتجاتك وخدماتك والتي تجذب جمهورك؟ أين وكيف تتوقع منهم العثور على محتواك؟ وما الذي سيجعلهم يتوقفون ويرغبون في قراءته أو متابعته؟
الآن أنت جاهز، ما عليك في هذه الحالة إلا أن تقوم بمخاطبة هذه الشخصية لتوصل إليها رسالتك من خلال المحتوى المناسب.
3- تحديد الموارد اللازمة
إن كنت تعد استراتيجية المحتوى وتعمل كجزء من فريق متكامل لتحقيقها، فأنت بحاجة لتحديد الموارد المتاحة لك أو لفريقك، والتي تتضمن:
- الأشخاص: من هم الأشخاص في فريقك؟ ما هي مهاراتهم؟ ما مقدار الوقت المتاح لهم لتنفيذ مشاريع المحتوى؟
- الأدوات: ما هي أدوات المحتوى التي يمكنك الوصول إليها؟ ما هي استخداماتها؟
- الميزانية: هل لديك ميزانية للموارد الإضافية؟ ما المبلغ الذي يمكنك إنفاقه وعلى ماذا؟
تساعدك دراسة وتحديد هذه المعلومات في تحديد المشاريع القابلة للتطبيق وتخصيص الموارد لها بطريقة فعالة.
4- تحليل محتوى المنافسين
لا يمكن أن تنشر محتواك دون أن تتطلع على محتوى المنافسين وتحديد الطريقة التي ستتغلب بها عليهم من خلال تقديم محتوى أفضل.
والمنافسين هنا هم أي موقع أو شخص ينشر محتوى مشابهًا لمحتواك.
يجب أن يتضمن تحليل محتوى المنافسين كل من المحتوى الناجح والمحتوى الذي لا يلقى رواجاً لديهم، الأمر الذي يساعدك في اختصار الوقت والوصول إلى المحتوى الناجح مباشرةً.
لا يكفي أن تدرس مواضيعم، بل حاول أن تحدد أسباب نجاح المحتوى، مصدر متابعيهم، الأدوات التي يستخدمونها، ميزانيتهم، وكل ما من شأنه مساعدتك في إجراء تحليل شامل لكيفية عملهم.
لتصل إلى تلك المعلومات، اسأل نفسك الأسئلة التالية:
- ما نوع المحتوى الذي ينشئه هذا المنافس؟
- ما المواضيع التي يغطيها هذا المنافس؟
- ما هو المحتوى الذي يحقق أفضل أداء لديه؟
- ما الذي يتميز به المنافس؟
- ما هي نقاط الضعف في محتوى المنافس؟
5- مراجعة وتدقيق المحتوى
لا أقصد هنا التدقيق اللغوي، وإنما مراجعة المحتوى content auditing لكي تضمن بأن المحتوى السابق الذي عملت عليه يتناسب مع استراتيجية المحتوى أو مناسب للأهداف والمعايير التي وضعتها الآن.
ستساعدك عملية المراجعة على تنظيم المحتوى بما يتناسب مع استراتيجية المحتوى والخطة التفصيلية التي ستقوم بوضعها.
في هذه المرحلة يفضل مراجعة كل أشكال المحتوى الذي قمت بإعداده سواء الذي عملت عليه منذ فترة أو الذي عملت عليه مؤخراً.
ابدأ بتحليل للمحتوى الحالي مع مراجعة كل صفحة أو منشور وتحديد حالتها حسب الحالات الثلاثة التالية:
- الحفاظ على المحتوى: المحتوى مفيد وذو أداء جيد. لذا، يجب الاحتفاظ به كما هو.
- تحسين المحتوى: يمكن تحسين المحتوى أو أنه ليس ذو أداء جيد. قد يكون تحسين هذا المحتوى طريقة فعالة للحصول على المزيد من الزيارات أو التفاعل.
- حذف المحتوى: لا يقدم المحتوى أي قيمة، لذا يجب إزالته، لأنه قد يسبب ضرر أكثر من المنافع التي قد يحققها.
إن تكلفة تعديل المحتوى السابق أوفر من تكلفة إنشاء محتوى جديد. بالإضافة إلى ذلك، يمنحك هذا التعديل أساسًا قويًا لبناء استراتجيتك عليه.
لكن كيف ستحدد فيما إذا كان المحتوى بحاجة إلى تحسين أم لا؟ اسأل نفسك الأسئلة التالية:
- هل المحتوى مفيد وشامل وذو معلومات موثوقة؟
- هل يتوافق المحتوى مع معيار جوجل E-E-A-T (الخبرة والمهارة والمصداقية والثقة)؟
- هل يمكن للمحتوى أن يحقق مبيعات من خلال ربطه بخدماتك؟
- هل يريد جمهورك هذا المحتوى أو يحتاج إليه؟
أما لتحديد ما إذا كان المحتوى ذو أداءً جيد، اسأل نفسك:
- هل يحقق المحتوى أهدافه؟
- ما مقدار زيارات الصفحة؟
- ما عدد التحويلات ضمن الصفحة؟
وأيضاً، حاول أن تتأكد من أن:
- الكلمات المفتاحية موجودة بمكانها المناسب، وأن هذه الكلمات المفتاحية مناسبة بالفعل لنية البحث لدى الجمهور المستهدف.
- تنسيق المحتوى مناسب وقابل للقراءة.
- يقوم القارئ بالتفاعل مع المحتوى كما هو متوقع.
بناءً على كل ما ذكر، ابحث عن التعديلات والتغييرات اللازمة وابدأ بتعديلها.
6- تحديد فجوات المحتوى
إن فجوات المحتوى هي المواضيع التي يمكن لموقعك الاستفادة من الكتابة عنها، لأنها ذات صلة بجمهورك وعلامتك التجارية.
كما أن سد هذه الفجوات من خلال إنشاء المحتوى المناسب يعني تلبية المزيد من احتياجات جمهورك، وبالتالي يمكنك زيادة عدد الزيارات والتفاعل ومعدلات.
كما يساعدك ذلك في بناء قمع تسويقي واضح، بعبارة أخرى محتوى يخدم الجمهور في كل مرحلة من مراحل رحلة العميل buyer journey.
7- تحديد إرشادات الكتابة
في القسم الأخير من استراتيجية المحتوى، يجب أن تحدد وتوضح الإرشادات الخاصة بكتابة المحتوى، والتي تساعد الفريق على كتابة محتوى منسجم مهما تعدد الكتّاب، وإنتاج محتوى موجه نحو الهدف الأساسي ومتلائم مع العلامة التجارية.
ابدأ بتحديد أساسيات المحتوى مثل:
- نبرة الصوت: وهي النبرة التي تحددها علامتك التجارية، والتي تعكس الشخصية التي يجب أن تظهر في كل ما تكتبه.
- تقويم المحتوى: جدول يوضح بالتفصيل المحتوى الذي ستنشره. استخدم قالب تقويم المحتوى لإنشاء تقويمك الخاص.
- أسلوب الكتابة: وهي التي تحدد طريقة الكتابة ومخاطبة القارئ، وأيضاً طبيعة المحتوى البصري الذي يمكن استخدامه.
بعد ذلك، حدد أنواع التسويق بالمحتوى التي تريد المشاركة فيها. وقم بإعداد الإرشادات لكل نوع. مع التأكد من الرجوع إلى جميع المعلومات الموجودة في قالب استراتيجية المحتوى الخاص بك حتى الآن.
- شكل المحتوى: نوع المحتوى (مقال مدونة، فيديو، كتاب إلكتروني، إلخ). خذ بالحسبان شخصيات العميل والموارد وما إلى ذلك.
- المواضيع: ما هي المواضيع التي تريد أن يغطيها المحتوى؟ يجب أن تكون ذات صلة بعلامتك التجارية ومثيرة لاهتمام جمهورك ومتوافقة مع شكل المحتوى الذي اخترته.
- معدل التكرار: ما مدى تكرار إنشاء هذا النوع من المحتوى ونشره؟ ضع باعتبارك الموارد المتاحة لديك، وتذكر أن الجودة تتفوق على الكمية.
- توزيع المحتوى: كيف ستوزع المحتوى لجذب المزيد من الأشخاص لمشاهدته؟ يمكنك توزيع المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والنشرات البريدية وغير ذلك.
- الملاحظات: أي شيء آخر مهم يجب ملاحظته، مثلاً الهدف الرئيسي من المحتوى.
تحميل قالب استراتيجية المحتوى
استثمر في نجاح استراتيجية محتوى الخاصة بك من خلال تحميل قالب استراتيجية المحتوى المجاني!
يتضمن الملف قوالب جاهزة تساعدك على تحديد أهدافك وشخصية العميل المثالية والموارد اللازمة، كما يساعدك في تحليل المنافسين وتدقيق المحتوى وتحديد فجوات المحتوى، بالإضافة إلى إرشادات المحتوى الأساسية.
حمّل قالب استراتيجية المحتوى الآن وابدأ في بناء استراتيجية محتوى ناجحة.
ماذا الآن؟
الخطوة التالية هي استخدام استراتيجية المحتوى التي أعددتها لإنشاء خطة محتوى – وهي الملف الذي يحدد المهام التي يجب تنفيذها خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة.
يمكنك بعد ذلك البدء بإنشاء المحتوى ومراقبة نجاحه.
نصيحة أخيرة: أوصي بتحديث استراتيجية المحتوى كل ستة أشهر، أو كلما حدث تغيير كبير في السوق أو في طبيعة عملك، لأن هذه المدة ستتيح لك رؤية التأثير الحقيقي لجهودك مع منحك الفرصة للتكيف مع النتائج والتغييرات المهمة.
مقال مقتضب لكن مفيد ولكن : – لا ارى ان المحتوى يجب ان يكون متوافقا مع اهتمامات شريحة ما تبحث عنها لتجتذبها بما تقدم لانه بالضرورة سيكون محتوى تقليدي ، لكن ما ابحث عنه هو محتوى جديد كليا يصنع جمهورة بنفسة ومثال ذلك الفنون المعاصرة ، تلك التى لم تكن قدمت او عرفت من قبل بل جاءت من افكار وخيال صانعيها بعد ان آمن كل منهم بما يريد ان يقدم للناس ثم تكونت القاعدة الجماهيرية، ليتنى استطيع او اوفق ، شكرا