غالباً ما يخلط الأشخاص بين الخطة والاستراتيجية إذ يحسبون أنه الملف نفسه. لكن عندما نتحدث عن التسويق وخاصةً كتابة المحتوى فإن الفرق بين استراتيجية المحتوى وخطة المحتوى واضح جداً، إذ أنهما يتكاملان ليرشدا كاتب المحتوى لأفضل محتوى يحقق الأهداف التسويقية.
إن العمل على كلا الملفين مهم جداً لتحويل المحتوى من مجرد فكرة إلى محتوى منشور على المنصات المختلفة.
لذلك، في هذا المقال سنكتشف الفرق بين خطة المحتوى واستراتيجية المحتوى مع تفصيل لأوجه التشابه والاختلاف بينهما مع طريقة استخدام كل منهما:
ما هي استراتيجية المحتوى؟
يمكن تعريف استراتيجية المحتوى بأنها الرؤية التي توجه عملية كتابة المحتوى لمساعدتك في تحقيق أهداف المحتوى الاستراتيجية من خلال دراسة الجمهور والمنافسين وتحديد المحتوى المناسب.
أحد أهم مزايا استراتيجية المحتوى هي تحديد كيفية تقييم جهودك في إنشاء المحتوى ومدى اقترابها من الأهداف التي حددتها وذلك من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs).
يتم إنشاء استراتيجية المحتوى عادةً لتغطي مدة 6 أشهر على الأقل، يليها بعد ذلك إعداد خطة محتوى لتنفيذ الأفكار والأهداف التي تم تحديدها في الاستراتيجية.
مما تتألف استراتيجية المحتوى؟
تتألف استراتيجية المحتوى بشكل عام من:
- دراسة الجمهور وشرائحه: تتضمن الاستراتيجية دراسة شاملة للجمهور المستهدف ضمن ما يسمى شخصية العميل Buyer Persona، كما يتم تقسيم الجمهور إلى شرائح يمكن من خلالها استهداف الشرائح ضمن الخطة.
- دراسة المنافسين: من المهم هنا دراسة المنافسين الذين يقدمون ذات المحتوى ويسعون لتحقيق نفس الأهداف.
- تطوير الأهداف: تساعدك استراتيجية المحتوى على تحديد ما ترغب في تحقيقه من خلال التسويق بالمحتوى، إذ تساعد أهداف الاستراتيجية هذه في تحقيق أهداف الشركة أو العلامة التجارية بشكل عام.
- تحديد مؤشرات الأداء: بعد تحديد الأهداف لابد من تحديد المؤشرات التي ستقيس من خلالها أداء المحتوى ومدى تحقيقه للأهداف.
- تطوير الرسائل التسويقية: تتيح لك استراتيجية المحتوى اختيار الرسائل التي ترغب في مشاركتها مع جمهورك وأفضل الطرق لكتابتها بطريقة جذابة.
- موضوعات وأفكار المحتوى: تتيح لك الاستراتيجية تحديد كيفية تحقيق الأهداف واستهداف الجمهور من خلال أفكار ومواضيع متنوعة تلبي احتياجاتهم.
لقد أعددت كامل يشرح كيفية إنشاء استراتيجية المحتوى وبالطبع كعادتي جهزت لك قالب استراتيجية المحتوى مجاني لتستخدمه كنموذج جاهز.
ما هي خطة المحتوى؟
يمكن تعريف خطة المحتوى بأنها عملية تحديد المحتوى الذي تريد إنشاؤه وتخصيصه حسب المنصات والجمهور والمستهدف، بالإضافة إلى تحديد جميع تفاصيله مثل أوقات النشر ومؤشرات الأداء.
تعد خطة المحتوى بمثابة وثيقة تنفيذية يمكنك مشاركتها مع فريقك بحيث يتفق الجميع على تفاصيل تنفيذ وكتابة المحتوى مثل أفكار المحتوى، مواعيد النشر، دور كل فرد في الفريق، المنصات التي ستنشرون عليها وغير ذلك.
مما تتألف خطة المحتوى؟
تتألف خطة المحتوى من العناصر الرئيسية التالية:
- المنصات التي سيتم نشر المحتوى فيها: الهدف الأساسي من إنشاء الخطة هو تخصيص وتوزيع المحتوى على المنصات المختلفة بطريقة منطقية وفعالة.
- الجمهور لكل منصة: يتم توزيع شرائح الجمهور المستهدف حسب تواجدهم في كل منصة بهدف إنشاء محتوى مخصص لهم.
- معدل نشر المحتوى: وهنا يوضح أوقات وتاريخ نشر المحتوى حسب تواجد الجمهور على الإنترنت وحسب خصوصية وخوارزمية كل منصة.
- نبرة الصوت: تحدد الخطة نبرة الصوت التي ستستخدمها أثناء كتابة المحتوى، إذ يتطلع عليها الفريق بأكمله ليظهر المحتوى بروح واحدة تعكس صوت العلامة التجارية.
- آلية التواصل: تطوير آلية لكيفية التواصل مع الجمهور المستهدف وكيفية الرد على تعليقاته ورسائله.
- مؤشرات الأداء: تحديد المؤشرات الخاصة بكل منصة لقياس المحتوى فيها ومدى تحقيقه لأهداف الخطة.
لقد أعددت مقال كامل يشرح كيفية إنشاء خطة المحتوى وأيضاً جهزت لك قالب خطة المحتوى مجاني لتستخدمه كنموذج جاهز.
ما الفرق بين خطة المحتوى واستراتيجية المحتوى
على الرغم من أن بعض الأشخاص يستخدمون مصطلحي الخطة والاستراتيجية قاصدين بهما معنى واحد، إلا أنهما مختلفان تماماً. استراتيجية المحتوى هي “سبب” إنشاء المحتوى، بينما خطة المحتوى هي “كيفية” إنشاء المحتوى.
دائماً ما أفضل تشبيه المصطلحين كالتالي:
تخيل أنك تريد أن تمشي لوجهة معينة، ستكون بحاجة إلى بوصلة تبرر لك الاتجاه الذي ستسلكه وتوضح لك رؤيتك وهذه هي استراتيجية المحتوى.
بعد أن تحدد لك البوصلة الاتجاه، فأنت بحاجة إلى خريطة لتوضح لك طريقك وكيفية التحرك على طول الطريق، وهذه هي خطة المحتوى.
استراتيجية المحتوى هي الرؤية التي توضح لك لأنواع المحتوى التي تريد إنشاؤها وكيف تريد أن يتفاعل جمهورك معها. خطة المحتوى تأخذ تلك الرؤية وتضعها موضع التنفيذ. الخطة تحدد الخطوات القابلة للتنفيذ والعمليات التي يجب اتباعها لتحقيق الرؤية.
يمكن تلخيص الفرق بين خطة المحتوى واستراتيجية المحتوى بالجدول التالي:
متى يجب استخدام استراتيجية المحتوى في التسويق؟
إذا كنت تكتب المحتوى كجزء من جهودك في التسويق بالمحتوى، فيجب أن تعد استراتيجية المحتوى. بدونها، لن تستطيع ربط جهودك في إنشاء المحتوى بأهداف الرئيسية لشركتك .
يمكن أن يؤدي عدم وجود الاستراتيجية أيضًا إلى الضياع وهدر الوقت والموارد، أو قد يكون فريقك أقل إنتاجية وكفاءة، مما يعني أن قسم التسويق لديك لا يعمل بأقصى إمكانياته.
عادةً ما تكون عملية إنشاء استراتيجية المحتوى قبل إنشاء خطة المحتوى. عليك أن تعرف أولاً ما الذي تقوم بإنشائه وكيف سيؤثر على علامتك التجارية، ثم يمكنك وضع خارطة طريق عملية خطوة بخطوة لتنفيذ تلك الرؤية.
متى يجب استخدام خطة المحتوى في التسويق؟
كما ذكرنا، لا يمكن أن يكون لديك استراتيجية محتوى بدون خطة محتوى، إذ يمكن توظيف خطة المحتوى لتكون بمثابة نظام للتحقق من مدى واقعية استراتيجيتك. بما أن الاستراتيجية هي رؤيتك للمحتوى، فإن الأفكار غالبًا ما تكون أعلى من قدرتك الفعلية على تنفيذها.
أما مع خطة المحتوى، يمكنك معرفة مدى قدرتك على تنفيذ استراتيجيتك بالكامل. استخدم خطة المحتوى لتقييم استراتيجيتك من خلال طرح الأسئلة التالية:
- هل تتماشى مواضيع المحتوى وأفكاره مع الرسائل التسويقية؟
- هل المحتوى ذو صلة وقيمة لجمهورك؟
- هل أنواع المحتوى والقنوات تتوافق مع كيفية تفاعل جمهورك مع المعلومات؟
- هل هناك فترات موسمية أو ترويجية يجب أخذها بالحسبان عند كتابة المحتوى؟
- هل يمكنك إعادة استخدام المحتوى ضمن استراتيجيتك لإنشاء محتوى آخر بنفس القيمة والجودة لكن بشكل مختلف؟
بدلاً من مراجعة استراتيجيتك ورؤيتك العامة كلما واجهت تحدياً، يفضل أن تعدل خطة المحتوى لتغيير طريقة تنفيذك للأفكار. لا يجب أن تغير أهدافك وأفكارك، ولكن يمكن أن تغير في طريقة الوصول إليها.
لماذا من الأفضل استخدام التخطيط والاستراتيجية معاً؟
لإنشاء محتوى مميز يحقق لك النتائج التسويقية التي تطمح لها فأنت بحاجة لإعداد كل من الاستراتيجية والخطة.
بدون خطة محتوى، فإن استراتيجيتك مجرد فكرة ولن تصل إلى أي مكان. وبدون استراتيجية، لا فائدة من وجود خطة، لن يكون هناك ما ستنفذه ضمن الخطة.
إحدى الطرق التي تساعدك في تصور العلاقة بين خطة واستراتيجية المحتوى هي تخيل الأمر مثل لعبة البولينغ.
أفكار المحتوى هي الكرة، والزجاجات التي تحاول استهدافها هي الأهداف التي وضعتها في الاستراتيجية.
الممر ذو الحواف المحددة هو المسار الذي تريد أن تسلكه للوصول من النقطة “أ” إلى النقطة “ب” وجعل أفكارك تحقق أهدافك، أي أنه الخطة التي تقوم بتنفيذها.
إذا كنت تلعب البولينغ لأول مرة، فمن المرجح أن تصيب الحافة مرات عديدة قبل أن تصبح أكثر مهارة. ينطبق المفهوم نفسه على من هم جدد في بناء استراتيجية المحتوى. يمكن لأفكارك أن تنحرف عن مسارها قبل أن تصل إلى هدفك بدون التوجيه المناسب من خطة المحتوى.
في لعبة البولينغ، تستخدم حواف الممر للتأكد من بقاء الكرة ضمن المسار. في التسويق بالمحتوى، خطة المحتوى هي الحواجز التي تضمن لك تنفيذ استراتيجيتك ضمن المسار الصحيح، وتؤكد لك أن الأفكار موجهة لتحقيق الهدف.
كلما تمكنت من المواءمة بين هذين الجانبين وفهمت أهميتهما، استطعت تحقيق نجاح أكبر من خلال توظيف المحتوى بأفضل طريقة لتحقيق أهدافك.