كل إعلان تطلقه، وكل منشور تنشره، وكل حملة تسويقية تستثمر فيها، لن تحقق النتائج التي تطمح إليها ما دمت تتحدث مع جمهورك في الوقت الخطأ وبالرسالة الخطأ.
لأن المشكلة لا تكمن في المنتج، أو في المحتوى، أو حتى في الميزانية، بل المشكلة في أنّك تسوّق قبل أن تفهم الطريق الذي يسلكه العميل قبل أن يقرر الشراء.
يُسمى هذا الطريق رحلة المشتري The Buyer’s Journey.
وحين تبدأ في فهم هذه الرحلة، خطوة بخطوة، ستتغير استراتيجيتك بالكامل، وستعرف متى تتحدث، وماذا تقول، وأين تظهر، لتصل إلى عميلك المحتمل في اللحظة التي يكون فيها مستعداً للاستماع والشراء.
سأرشدك في هذا المقال إلى كيفية رسم خريطة دقيقة لرحلة المشتري، وسأُعرِّفك على أنواع المحتوى التي تتماشى مع كل مرحلة.
ما هي رحلة المشتري
لا يقرر العملاء الشراء من أول نظرة أو باندفاع لحظي، بل يمرون برحلة مدروسة تبدأ من إدراك الحاجة، مروراً بالبحث والمقارنة، وتنتهي باتخاذ القرار.
تُعرف هذه الرحلة باسم “رحلة المشتري” The Buyer’s Journey، وهي الإطار الذي يصف المراحل التي يمر بها أي شخص قبل أن يتحوّل من مهتم إلى مشتري فعلي.
يساعدك الفهم العميق لهذه الرحلة في معرفة متى يتفاعل العميل مع علامتك التجارية، وكيف يتفاعل، ولماذا يتخذ قراراته بهذه الطريقة.
كلما كان هذا الفهم أوضح زادت قدرتك على:
- اختيار الرسالة التسويقية المناسبة في الوقت المناسب
- استخدام القنوات الفعالة في كل مرحلة
- تقليل التكاليف الإعلانية وزيادة معدلات التحويل
تختلف رحلة المشتري من شخص لآخر، لكن يمر معظم العملاء بثلاث مراحل رئيسية وهي:
- مرحلة الوعي Awareness
- مرحلة التفكير Consideration
- مرحلة اتخاذ القرار Decision

كما تختلف تفاصيل هذه الرحلة باختلاف طبيعة الجمهور، فالمشتري الفردي (B2C) لا يفكر بنفس الطريقة التي يتخذ بها صانع القرار في الشركات (B2B) قراره، إذ أنّ لكل فئة دوافعها وجدولها الزمني وآلية اتخاذ القرار الخاصة بها، مما يستدعي تخصيص استراتيجية تسويقية مختلفة لكل نوع.
مراحل رحلة المشتري
تمر رحلة المشتري بثلاث مراحل رئيسية تمثل كل منها خطوة حاسمة نحو اتخاذ قرار الشراء، وتُعد هذه المراحل بمثابة البنية الأساسية لفهم كيف يتفاعل جمهورك مع مشكلته ومع الحلول المتاحة ومع علامتك التجارية.
تحتاج كل مرحلة إلى نوع خاص من المحتوى والتواصل، ويساعدك فهمها بوضوح في استهداف عميلك المحتمل في الوقت والمكان المناسبين.
1. مرحلة الوعي Awareness Stage
يدرك المشتري في هذه المرحلة أنه يواجه مشكلة أو تحدياً ما، لكنه لم يحدده بعد بوضوح، ويكون هدفه هنا هو فهم المشكلة، وتحديد أعراضها، والبحث عن تفسير لها.
وغالباً ما يبحث المشتري في هذه المرحلة عن محتوى تثقيفي مثل:
- مقالات توعوية
- فيديوهات تعريفية
- إحصائيات أو تقارير توضّح حجم المشكلة
مثال: شخص بدأ يلاحظ بطء في أداء جهازه المحمول، فيبدأ بالبحث عن “أسباب بطء الهاتف الذكي”.
2. مرحلة التفكير Consideration Stage
بعد أن يحدّد المشتري مشكلته، ينتقل للبحث عن الطرائق المحتملة لحلها، ويصبح هنا في هذه المرحلة أكثر وعياً وخبرة، ويبدأ في مقارنة الحلول المختلفة بناءً على مزاياها وعيوبها.
تشمل نوعية المحتوى المناسبة في هذه المرحلة:
- الأدلة المقارنة
- المراجعات
- دراسات الحالة
مثال: يعود نفس العميل ليبحث عن “أفضل التطبيقات لتنظيف الهاتف” أو “هل من الأفضل ترقية الهاتف أم شراء جديد؟”
3. مرحلة اتخاذ القرار Decision Stage
يكون المشتري في هذه المرحلة قد اختار نوع الحل المناسب، ويبحث الآن عن العلامة التجارية أو المزوّد الأنسب لتنفيذ هذا الحل، ويبدأ بمقارنة الأسعار والعروض وتفاصيل الخدمة وتجارب العملاء الآخرين.
أنسب أنواع المحتوى هنا هي:
- صفحات الهبوط المخصصة
- العروض الترويجية
- شهادات وتجارب العملاء
- مقاطع الفيديو التي تعرض المنتج/الخدمة بوضوح
مثال: يقرر العميل نفسه شراء هاتف جديد، ويبدأ بالمقارنة بين بائعين مختلفين بناءً على السعر وخدمة ما بعد البيع.
لذلك، تستطيع من خلال فهمك العميق لكل مرحلة توجيه رسائلك التسويقية بدقة أعلى، وتبنّي تجربة مستخدم تتماشى مع احتياجات العميل في كل نقطة من رحلته، مما يزيد من فرص الشراء والولاء.

أهمية فهم رحلة المشتري
تُمثل كل مرحلة في هذه الرحلة فرصة حقيقية للتأثير في قرار العميل، والتواصل معه بشكل أقرب، وبناء علاقة تقوم على الثقة والاحتياج الحقيقي وليس مجرد البيع.
ومن هنا تنبع أهمية فهم رحلة المشتري إذ أنها تعمل على:
1. تسهيل عملية البيع من خلال المحتوى المناسب
عندما تعرف ما الذي يبحث عنه عميلك في كل مرحلة، يمكنك تقديم محتوى مصمم خصيصاً لذلك.
مثلاً: في مرحلة الوعي تنشر مقالات تعليمية تساعده على فهم المشكلة، وفي مرحلة التفكير تقدّم أدلة مقارنة ومراجعات، أما في مرحلة القرار فتقوده إلى عروض واضحة وتحفيزية.
هذا النوع من المحتوى يحوّل الزوار تدريجياً إلى عملاء محتملين، ثم إلى مشترين فعليين.
2. تحسين التواصل مع الجمهور المستهدف
تُمكّنك معرفة المراحل التي يمر بها المشتري من اختيار القنوات الصحيحة للتواصل.
مثلاً، في المراحل المبكرة يمكن أن تستهدفه بمحتوى تعليمي على لينكدإن أو تويتر، أما عند اقترابه من القرار فربما يكون البريد الإلكتروني أو صفحات الهبوط الخيار الأفضل.
يُمكّنك هذا الفهم العميق من التحدث بلغة العميل على المنصة التي يفضّلها، مما يعزز التفاعل ويُسرّع عملية التحويل.
3. بناء الثقة، لا الضغط
بدلاً من دفع العميل نحو الشراء بطريقة مباشرة، يُتيح لك فهم رحلة المشتري تقديم قيمة حقيقية أولاً، وهذا ما يبني الثقة وهي العنصر الأهم في أي قرار شراء.
4. بناء تجربة شخصية واستثنائية لكل مستخدم
كلما فهمت أكثر عن مكان وجود العميل في رحلته، استطعت تقديم تجربة مخصصة له شخصياً، مما يساعد في جذب العملاء، والاحتفاظ بهم وبناء علاقة طويلة الأمد.
5. رفع جودة العملاء المحتملين وتحسين عائد التسويق
معظم الزوّار لا يكونون في مرحلة القرار عند دخولهم موقعك لأول مرة، والشركات التي تركّز فقط على هذه المرحلة تُهدر فرصاً كبيرة في أعلى قمع المبيعات، لكن إذا بدأت التواصل مبكراً، وأجبت عن أسئلة العميل في كل مرحلة، فإنك تؤهله تدريجياً للشراء منك بالضبط عند اللحظة المناسبة، مما يرفع من جودة العملاء المحتملين ويُحسن من عائد الاستثمار التسويقي (ROI).
الفرق بين رحلة المشتري B2B ورحلة المشتري B2C
رغم أن رحلة المشتري في الأساس تمر بمراحل متشابهة وهي الوعي والتفكير والقرار، إلا أن تطبيقها يختلف جذرياً بين بيئات الأعمال B2B (من شركة إلى شركة) وB2C (من شركة إلى مستهلك)، ولا يكمن الاختلاف في من يُتخذ القرار فقط، بل في الزمن والمنهج والدوافع وحتى طريقة التسويق والتسعير.
إليك أبرز الفروقات الجوهرية:
1. طبيعة القرار ومن يتخذه
في رحلة المشتري B2B، يكون اتخاذ القرار منطقياً، ومعتمداً على البحث والبيانات، ويشمل عدة أطراف داخل الشركة (مثل المديرين التنفيذيين، وفرق الشراء، والمالية).
أما في رحلة المشتري B2C، فيكون القرار عادةً عاطفياً وسريعاً ويتخذه فرد واحد استناداً إلى احتياجه الشخصي أو رغبته الفورية.
2. طول دورة المبيعات
قد تمتد رحلة الشراء في B2B لأسابيع أو أشهر، وتشمل مراحل مثل تقديم العروض، والعروض التوضيحية، والتفاوض على العقود.
بينما في B2C قد تتم عملية الشراء خلال دقائق أو أيام، خاصةً في المنتجات الاستهلاكية أو المشتريات الإلكترونية، دون الحاجة لأي تفاعل مباشر.
3. أسلوب التسويق والمبيعات
يركّز التسويق في B2B على بناء العلاقات والتعليم وتقديم القيمة من خلال محتوى متعمق مثل دراسات الحالة والندوات ورسائل المتابعة.
أما في B2C فإن التسويق يعتمد على الوصول الواسع والإعلانات والترويج السريع باستخدام وسائل مثل المؤثرين والسوشيال ميديا.
مثال:
شركة تقنية B2B قد تولّد العملاء من خلال رسائل لينكدإن ومحتوى تدريبي مخصص.
بينما علامة أزياء B2C قد تركز على الريلز والعروض السريعة عبر إنستغرام لزيادة التحويل.
4. التسعير والتفاوض
في B2B يكون التسعير مرن ويخضع للتفاوض حسب حجم الصفقة وطبيعة الخدمة، ويشمل اتفاقيات طويلة الأمد مثل الاشتراكات أو الخصومات الكبيرة.
أما في B2C فالتسعير عادةً ثابت وواضح باستثناء العروض الموسمية أو برامج الولاء.
يساعدك فهم هذه الفروقات الجوهرية في تصميم رحلة مشتري تناسب جمهورك بدقة، وتُظهر أنك لا تقدم نفس الرسالة للجميع، بل تسوّق بذكاء يتماشى مع سلوكيات ودوافع كل نوع من العملاء.
الفرق بين رحلة العميل ورحلة المشتري
قد يبدو المصطلحان متشابهين للوهلة الأولى، لكن رحلة المشتري Buyer’s Journey ورحلة العميل Customer’s Journey يمثلان مرحلتين مختلفتين تماماً من علاقة العميل بعلامتك التجارية، ومع أن كلا الرحلتين ضروريتان لبناء تجربة متكاملة، فإن لكل واحدة منهما تركيزاً وأهدافاً ومراحل خاصة بها.
وتكمن أبرز الفروقات بينهما فيما يلي:
1. التركيز الأساسي لكل رحلة
تركز رحلة المشتري على ما قبل الشراء، أي من لحظة إدراك العميل لحاجته وحتى اتخاذ قرار الشراء، وهي رحلة “التحوّل من مهتم إلى مشتري”.
أما رحلة العميل فتنطلق بعد الشراء، وتهدف إلى بناء الولاء، وضمان رضا العميل، وتحويله إلى داعم حقيقي للعلامة التجارية.
ببساطة: الأولى تنتهي عند “إتمام البيع”، أما الثانية فهي تبدأ من تلك النقطة.
2. المراحل الأساسية
نمرّ في رحلة المشتري بثلاث مراحل:
- الوعي Awareness: يدرك العميل أن لديه مشكلة
- التفكير Consideration: يبدأ العميل في البحث عن الحلول الممكنة
- القرار Decision: يختار العميل الحل الأنسب ويشتري
أما في رحلة العميل فتكون المراحل كالتالي:
- التهيئة Onboarding: بدء استخدام العميل للمنتج أو الخدمة
- التبنّي Adoption: استخدام العميل للمنتج أو الخدمة استخداماً متكرراً ومنتظماً
- الاحتفاظ Retention: تعزيز التفاعل وتقليل احتمالات التخلّي عن المنتج أو الخدمة من قِبل العميل
- الدعوة Advocacy: يصبح العميل مروجاً لعلامتك التجارية من خلال التوصيات والمراجعات
3. الأهداف المختلفة
إنّ هدف رحلة المشتري هو تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين، ويكون التركيز هنا على تقديم محتوى تعليمي، وعروض توضيحية، وحلول مقنعة للمشكلة.
أما هدف رحلة العميل فهو الحفاظ على العلاقة، وزيادة رضا العملاء، وتعزيز ولائهم، لذلك تشمل الجهود: دعم العملاء، وبرامج الولاء، والرسائل المخصصة، وفرص البيع الإضافي.
4. مقاييس النجاح
تُقاس رحلة المشتري بمقاييس مثل:
- معدل التحويل
- جودة العملاء المحتملين
- طول دورة المبيعات
بينما تُقاس رحلة العميل بمؤشرات مثل:
- معدل الاحتفاظ بالعملاء
- صافي نقاط التوصية (NPS)
- القيمة العمرية للعميل (CLV)
تذكّر دائماً: رحلة المشتري تنتهي بالشراء، لكن رحلة العميل تبدأ منه، وإذا تجاهلت إحدى الرحلتين فإنك تُخاطر بخسارة إما عميلاً محتملاً أو عميلاً مكتسباً.
كيفية رسم خريطة رحلة المشتري
لا يقتصر رسم خريطة رحلة المشتري على تحديد النقاط التي يمر بها العميل قبل الشراء، بل يتعدى ذلك إلى تصوّر كيف يفكر، ويشعر، ويتصرف في كل مرحلة من مراحل الشراء، والهدف من هذه الخريطة هو بناء تجربة تسويقية تتحدث مباشرةً إلى احتياجات العميل في اللحظة المناسبة وبالأسلوب المناسب.
سأرافقك الآن خطوة بخطوة برسم خريطة رحلة المشتري، ثم يمكنك بعد ذلك تخصيصها بالطريقة الأنسب لك ولعملك:
1. إنشاء شخصية العميل Buyer Persona
تُعد شخصية العميل تمثيل خيالي مدروس لعميلك المثالي، ومبنية على بيانات واقعية وسلوكيات فعلية لجمهورك الحالي والمستهدف، ولا يُبنى هذا التمثيل على الحدس، بل على تحليل معمّق لعدة عناصر، أبرزها:
- الخصائص الديموغرافية:مثل العمر، والجنس، والموقع
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي:مثل الدخل، وعدد أفراد الأسرة، والحالة الوظيفية
- السلوك الرقمي: مثل الأجهزة المستخدمة، والمنصات الاجتماعية المفضلة، والاهتمامات
- نقاط الألم والتحديات: ما المشكلات التي يحاول حلّها العميل؟
- أنماط استهلاك المحتوى: هل يفضّل الفيديو، أم المقالات، أم الرسائل التفاعلية؟

يمكنك ومن أجل جمع هذه البيانات تحليل زوّار موقعك باستخدام أدوات مثل Google Analytics 4، من خلال:
Reports > User > User Attributes > Overview
وستحصل على بيانات مفصلة حول:
- الفئات العمرية
- اللغة
- الأجهزة الأكثر استخداماً
- المواقع الجغرافية
- الاهتمامات العامة
كلما كانت شخصية العميل دقيقة وشاملة، زادت قدرتك على دخول عقل العميل والتخطيط لتجربته التسويقية بسلاسة، فهذه الخطوة هي حجر الأساس الذي تُبنى عليه بقية خريطة الرحلة: من تحديد نوع الرسالة، إلى توقيت التواصل، إلى القناة الأنسب.
ومن أجل تسهيل مهمة إنشاء شخصية العميل المناسبة لك ولعملك، أعددت لك نموذج شخصية العميل المجاني، والذي يمكنك تحميله والتعديل عليه مباشرةً ليصبح مناسباً لك.
2. تحليل حركة الزوار
بعد أن حددت شخصية عميلك المثالي، حان الوقت لتتبع المسارات الرقمية التي يسلكها هذا العميل أثناء رحلة الشراء، ويُطلق على هذه المسارات اسم “حركة الزوار”، وتشير إلى المواقع والمنصات والقنوات التي يمر بها المستخدم قبل اتخاذ قرار الشراء.
يُعد فهم حركة الزوار فرصةً استراتيجية للتواجد في اللحظات المؤثرة.
مثلاً: إذا كنت تبحث عن غسالة صحون جديدة، فقد تمر رحلتك الرقمية بالتسلسل التالي:
- تبدأ في البحث على جوجل Google عن موديلات حديثة
- تتجه إلى مواقع تقييمات لترى ما يقوله العملاء عن المنتج
- تعود إلى جوجل للبحث عن سعر موديل معيّن
- تدخل إلى مواقع مقارنة لتقارن بين الخيارات المتاحة
- تُكمل عملية الشراء من أحد المواقع التي أقنعتك بعد التحقق من السعر والعروض
يمكنك من خلال هذا السيناريو البسيط استخلاص فرص تسويقية مثل:
- تحسين ظهورك في نتائج البحث المجانية (SEO)
- الاستثمار في إعلانات البحث المدفوعة
- الإعلان في مواقع المراجعات
- التعاون مع مؤثرين في نفس المجال
- نشر محتوى تفاعلي على مواقع التواصل الاجتماعي
لكن من أين تبدأ التحليل؟
ابدأ باستخدام Google Analytics 4 عبر هذا المسار:
Life cycle > Acquisition > Traffic acquisition
ستكتشف هناك مصادر الزوار الأساسية (مثل google أو facebook)، ونوعية الزيارات: هل جاءت من بحث مجاني؟ أم من رابط خارجي؟ أم من إعلان مدفوع؟
لتحليل حركة جمهور منافسيك، استخدم أداة Traffic Analytics من Semrush، وحدد المواقع التي يدخل منها الجمهور، والمواقع التي يذهب إليها بعد مغادرتها.
مثلاً، إذا لاحظت أن نسبة كبيرة من زوار منافسك يتجهون بعد ذلك إلى مواقع القسائم، فهذا يعني أن العروض الترويجية تلعب دوراً حاسماً في مرحلة اتخاذ القرار، وهنا يمكن أن تكون “خصومات حصرية” نقطة تفوّق تنافسية لك.
تخبرك كل نقرة وموقع وزيارة بشيء عن عقلية جمهورك، ويمنحك تحليل هذه البيانات ميزة ذهبية: أن تتواجد قبل أن يطلبك العميل، وتفوز به قبل أن يفكر في منافسيك.
3. البحث عن الكلمات المفتاحية لكل مرحلة
إنّ لكل مرحلة من مراحل رحلة المشتري كلمات مفتاحية تعبّر عن نية المستخدم واحتياجاته في تلك اللحظة تحديداً، لذا يُعد البحث عن الكلمات المفتاحية بمثابة أداة استراتيجية تساعدك على الظهور في اللحظة المناسبة بالرسالة المناسبة أمام الشخص المناسب.
ما المقصود بالكلمة المفتاحية؟
هي الجملة أو العبارة التي يكتبها العميل المحتمل في محرك البحث مثل جوجل أثناء تنقله في مراحل الرحلة الثلاث: الوعي، والتفكير، والقرار.
مثال عملي:
- مرحلة الوعي Awareness: يبدأ المستخدم بالبحث عن حل لمشكلة يواجهها، مثل: “تجمع الماء في غسالة الصحون”
- مرحلة التفكير Consideration: يبدأ المستخدم في مقارنة الخيارات المتاحة، مثل: “أفضل غسالة صحون لعام 2025”
- مرحلة القرار Decision: يبحث المستخدم عن منتج معيّن للشراء، مثل: “غسالة صحون من نوع Frigidaire”
أنواع نوايا البحث Search Intent
يمكنك تصنيف الكلمات حسب نية المستخدم ومرحلة رحلة المشتري المرتبطة بها من خلال أدوات مثل Keyword Magic Tool.

كيف تبدأ؟
- ادخل كلمة مفتاحية رئيسية (مثل: “تجمع الماء في غسالة الصحون”) في أداة البحث.
- اختر البلد المستهدف وحدد اللغة.
- استعرض النتائج بحسب نية المستخدم (Intent)، وستظهر لك كلمات مصنفة مسبقاً بحسب نوع البحث ومرحلة رحلة المشتري.
اعتمد على مؤشرات مثل:
- حجم البحث (Volume): عدد الباحثين شهرياً
- صعوبة الكلمة (KD%): مدى التنافسية على الظهور بها
- سعر النقرة (CPC): في حال أردت استخدامها في الحملات الإعلانية
لماذا يهم هذا التقسيم؟
غالباً ما يركّز المسوقون على كلمات المرحلة الأخيرة فقط (transactional) لأنها الأقرب إلى الشراء، لكن تجاهل الكلمات المفتاحية الخاصة بمرحلة الوعي والتفكير يعني أنك تخسر جمهوراً في لحظة اكتشاف الحاجة أو المقارنة، وهي لحظات حاسمة لبناء الثقة.
عندما تنتج محتوى أو إعلانات تغطي جميع مراحل الرحلة، فإنك:
- توسّع انتشارك
- تبني علاقة مبكرة مع العميل
- تزيد من احتمالية أن يكون خيارك هو الأول عند اتخاذ القرار
4. كتابة محتوى يتناسب مع كل مرحلة من مراحل رحلة المشتري
بمجرد أن تتعرّف على شخصية عميلك، وتحلل مساره الرقمي، وتحدّد الكلمات المفتاحية لكل مرحلة، يأتي الآن دور تحويل هذه الرؤى إلى محتوى يخدم كل مرحلة بدقة.
فالرسائل التسويقية ليست واحدة لجميع الزوار، بل يجب أن يكون لكل مرحلة في الرحلة محتوى مصمّم خصيصاً لها من حيث الفكرة والصيغة والدعوة إلى الإجراء.
ابدأ بمراجعة المحتوى الحالي الموجود لديك (مثل المقالات، الفيديوهات، الصفحات التعريفية، العروض…) وحدد موقع كل قطعة محتوى على خريطة الرحلة: هل تخدم مرحلة الوعي؟ أم التفكير؟ أم القرار؟
إليك نموذجاً عملياً:
لنفترض أن شركتك تقدّم حلول تكامل مع أنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، هذه بعض أنواع المحتوى المناسبة لكل مرحلة:
1- مرحلة الوعي (Awareness):
- مقال: “ما هو CRM؟ التعريف والاستراتيجيات”
- هدف المقال: توعية المستخدم بوجود التقنية دون محاولة البيع المباشر.
2- مرحلة التفكير (Consideration):
- مقال: “أفضل 12 أداة CRM يمكن تجربتها في 2025”
- هدف المقال: مساعدة القارئ على المقارنة وفهم الخيارات المتاحة.
3- مرحلة القرار (Decision):
- دليل عملي: “كيفية ربط Zoho CRM مع إعلانات فيسبوك”
- هدف المقال: التركيز على تنفيذ الحل والترويج للمنتج كخيار عملي.
سأدرج لك الخطوات التنفيذية الخاصة بهذه الخطوة:
- خُذ نظرة شاملة على محتواك الحالي.
- استخدم جدولاً أو لوحة لتصنيف كل قطعة محتوى بحسب المرحلة التي تخدمها.
- ابحث عن الفجوات: هل لديك الكثير من المحتوى التوعوي، لكن القليل في مرحلة المقارنة؟ هل تفتقد محتوى مخصصاً للقرار النهائي؟
- أنشئ محتوى يغطي النقص.
- ركّز على التوازن بين الأنواع الثلاثة لضمان تدفق المستخدم بسلاسة من مرحلة لأخرى.
- نوّع الأساليب حسب المرحلة:
الوعي: مقالات، فيديوهات توعوية، إنفوجرافيك
التفكير: أدلة مقارنة، مراجعات، دراسات حالة
القرار: صفحات هبوط، عروض تجريبية، شهادات العملاء
إنّ كتابة المحتوى بهذا الشكل تخلق علاقة تدريجية وثقة تؤهلك لتكون الخيار الأفضل لحظة اتخاذ القرار.
قالب رحلة المشتري
الآن وبعد أن تعرّفت على مراحل رحلة المشتري، وكيفية تحليل بيانات الجمهور، واستخدام الكلمات المفتاحية والمحتوى المناسب لكل مرحلة، حان الوقت لتطبيق هذه الخطوات عملياً، ورسم خريطة واضحة تساعدك في التخطيط والتواصل بذكاء مع جمهورك.
ولمساعدتك على البدء بسهولة، أعددت لك قالب رحلة المشتري المجاني.
يمكنك تحميل قالب رحلة المشتري والتعديل عليه مباشرة ليتناسب مع طبيعة نشاطك التجاري والجمهور الذي تستهدفه. حمّله الآن!
أخيراً، أصبحت الآن تملك نظرة شاملة عن رحلة المشتري: من فهم مراحلها، إلى تحليل البيانات المرتبطة بها، وصولاً إلى كتابة محتوى مخصص لكل مرحلة منها.
وتذكّر دائماً أنّ العميل لا يشتري لأنك تبيع، بل يشتري لأنك فهمت احتياجه قبل أن يُفصح عنه، وقدّمت له الإجابة قبل أن يطرح السؤال.
لذلك ابدأ اليوم برسم خريطة رحلة المشتري الخاصة بعملك، واستعن بالنموذج المجاني المرفق، لتصمم تجربة تسويقية أقرب للواقع، وأكثر تأثيراً ونتائجاً.