كيف تبدأ كصانع محتوى في مجالك؟ [دليل شامل من صفر متابع]

كيف تبدأ كصانع محتوى [إنفوجرافيك]

هل تشعر بالحيرة حول كيفية تحويل خبرتك المتخصصة إلى محتوى يجذب الجمهور؟ ربما تتساءل: “كيف تبدأ كصانع محتوى في مجالك وأنت لا تملك خلفية في التسويق؟” إذا كنت طبيباً، محامياً، أو مختصاً في أي مجال آخر، قد يكون لديك معرفة عميقة في تخصصك، لكن فكرة تحويل هذه المعرفة إلى محتوى فعّال للتسويق الشخصي قد تبدو تحدياً كبيراً.

في الواقع، يجد العديد من المحترفين أنفسهم في نفس الموقف، حيث يملكون الخبرة لكن يفتقرون إلى المهارات اللازمة لصناعة محتوى يميزهم في العالم الرقمي وخاصةً بعد أن فتح الأبواب لفرص لا تُعد ولا تُحصى. ومعرفة كيفية البدء هي الخطوة الأولى نحو الاستفادة من هذه الفرص.

في هذا المقال، سنستعرض خطوات بسيطة وواضحة تساعدك على بدء رحلتك في صناعة المحتوى بنجاح، حتى لو كنت مبتدئاً تماماً في عالم التسويق. استعد لاستكشاف الأساليب التي ستمنحك الثقة للانطلاق في هذا المجال وتثبت خبرتك في مجالك.

كيف تبدأ كصانع محتوى [إنفوجرافيك

جدول المحتويات

أولاً. حدد أهدافك من التسويق الشخصي

لماذا ستبدأ بصناعة المحتوى؟ لبيع خدماتك أم منتجاتك؟ هل تقدم نفسك كخبير أم كمختص في مجالك؟

إجابتك على جميع هذه الأسئلة ستساعدك في صياغة الخطوط الرئيسية لعلامتك التجارية، وأيضاً معرفة الجمهور الأساسي الذي ستتوجه إليه.

تحديد أساسيات العلامة الشخصية

ما الصورة التي ترغب في أن تتشكل بأذهان جمهورك عندما يقرؤون اسمك؟ لترسم ملامح علامتك الشخصية، اسأل نفسك الأسئلة الأساسية التالية:

  • من أنت؟: حدد هويتك الشخصية والمهنية. ما هي القيم والمبادئ التي تؤمن بها؟ ما هو شغفك؟ وما الذي يجعلك مميزاً عن الآخرين في مجالك؟
  • ما الذي تقدمه؟: ما هي الخبرات والمهارات التي تملكها والتي تستطيع تقديمها لجمهورك؟ ما الذي يتوقعه الآخرون منك؟ وما هي الرسالة التي ترغب في إيصالها لهم؟
  • كيف تريد أن يراك الآخرون؟: يجب أن تكون صورتك لدى الآخرين متسقة مع قيمك وأهدافك. ما هي الانطباعات التي تريد تركها لدى جمهورك؟ هل تريد أن تكون معروفاً كخبير في مجالك، أم كقائد فكر، أم ربما كشخص مبدع؟

تحديد الجمهور المستهدف

إنك تصنع المحتوى بالأساس لجمهورك وهو من سيساعدك في زيادة وصول المحتوى وأيضاً شراء خدماتك. لذلك، كلما فهمت جمهورك المستهدف أكثر، استطعت الوصول إليه بالطريقة التي يفضلها.

بمعنى آخر، لا يمكن لأي استراتيجية تسويق شخصي أن تكون فعالة بدون تحديد الجمهور المستهدف بدقة، وذلك من خلال:

  • تحليل الشرائح المستهدفة: حدد من هم الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من محتواك أو خدماتك. قد يكون جمهورك مكوناً من عملاء محتملين، شركاء مهنيين، أو حتى زملاء في نفس المجال.
  • فهم احتياجات الجمهور: افهم ما الذي يبحث عنه جمهورك وما هي المشاكل التي يواجهونها. عندما تتعرف على احتياجاتهم، ستتمكن من تقديم محتوى أو خدمات تلبي تلك الاحتياجات بشكل فعال.
  • تحديد القنوات المناسبة للوصول إليهم: بعد تحديد جمهورك، عليك أن تعرف أين يتواجدون على الإنترنت. هل هم نشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى أي منصة تحديداً؟ هل يفضلون القراءة من المدونات؟ أم أنهم يميلون إلى الاستماع إلى البودكاست أو الفيديو؟

بتحديد أساسيات علامتك الشخصية والجمهور المستهدف بدقة، تضع الأساس لبناء استراتيجية تسويق شخصية فعالة وموجهة نحو تحقيق النجاح، لكن انتظر أنت بحاجة لمزيد من الأبحاث لتثبت نفسك في السوق بالطريقة المناسبة.

ثانياً. ادرس سوقك المستهدف

في هذه المرحلة يجب أن تفهم البيئة التي ستقدم فيها المحتوى وتحدد كيفية تمييز نفسك عن الآخرين.

لذا يجب دراسة السوق بعناية للتعرف على التوجهات الحالية، الفرص المتاحة، والتحديات التي قد تواجهها، بالإضافة إلى:

تحليل المنافسين

يساعدك تحليل المنافسين في تحديد ميزتك، وذلك من خلال تحليل نشاطات المنافسين ومن ثم تحديد الفرص التي لم تُستغل بعد وتطوير استراتيجياتك لاستغلالها. 

  • البحث عن المنافسين الرئيسيين: ضع قائمة بالمنافسين المباشرين سواء كانوا أشخاص أو شركات تقدم منتجات أو خدمات أو حتى محتوى مشابه لما ستقدمه. استخدم محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي ليكون بحثك مفصلاً أكثر.
  • تحليل استراتيجيات المنافسين: ادرس الآلية التي يسوق فيها المنافسون لأنفسهم. ماذا يقدمون؟ ما هي رسالتهم؟ ما هي الطرق التي يستخدمونها للوصول إلى جمهورهم؟ ستتمكن بذلك من التعلم منهم ومعرفة الخطط الناجحة في السوق وتلك التي تحتاج إلى تحسين.
  • تقييم مزايا المنافسين: هل يتميز المنافسون بوجود قوي على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل لديهم محتوى عالي الجودة؟ من خلال تحديد هذه النقاط، يمكنك تحديد المجالات التي يمكنك التفوق فيها وتلك التي تحتاج لبذل جهد أكبر لمنافستهم بها.

تحديد نقاط القوة والضعف

لا يكفي أن تدرس المنافسين فحسب، بل يجب أن تقارن نفسك معهم وذلك من خلال تقييم نقاط قوتك وضعفك عبر الخطوات التالية:

  • تحليل نقاط القوة: اسأل نفسك ما الذي يجعلك مميزاً؟ ما هي المهارات أو الخبرات التي تمتلكها وتتفوق فيها؟ 
  • تحديد نقاط الضعف: كن صريحاً مع نفسك واسأل نفسك، هل لديك نقص في بعض المهارات التقنية؟ هل تجد صعوبة في إنشاء محتوى جذاب؟ 
  • وضع خطة للتحسين: بعد تحديد نقاط القوة والضعف، ضع خطة لتطوير نفسك و استراتيجيتك. قد تحتاج إلى تعلم مهارات جديدة، أو تحسين جوانب معينة في آلية تقديم المحتوى، أو الاستعانة بخبير لتعديل الفيديو. 

بعد أن تنتهي من دراسة السوق الأساسية ستكون أكثر استعداداً لاتخاذ خطوات فعالة في بناء استراتيجية تسويق شخصي تضعك في موقع قوي ومنافس في السوق. 

ثالثاً. اختر المنصات التي ستبدأ بالنشر فيها

كما اتفقنا، تريد الوصول لجمهورك ولا يمكن لهذا الهدف أن يتحقق إن لم تحدد المنصات المناسبة لضمان وصول المحتوى إلى الأشخاص المناسبين.

تحديد المنصات التي يتواجد فيها الجمهور المستهدف

ستهدر الكثير من الوقت والجهد والمال إن كنت تنشر المحتوى في المنصات الخطأ. لذا، يجب عليك تحديد المنصات التي يتواجد فيها جمهورك المستهدف بشكل أكبر. على سبيل المثال:

  • لينكد إن: إذا كان جمهورك المستهدف يتألف من الاحترافيين ورجال أعمال أو الشركات، فستجد أن لينكد إن هو المنصة المثالية، فهي شبكة مهنية تساعدك على التواصل مع الأفراد والشركات في نفس المجال.
  • إنستغرام: إذا كنت تستهدف جمهوراً أصغر سناً أو تهتم بالمجالات الإبداعية كالتصميم أو الموضة، فإن إنستغرام يعتبر المكان الأمثل، إذ يتميز بتركيزه على المحتوى البصري الذي يجذب هذا النوع من الجمهور.
  • تويتر: تويتر هو المكان المناسب إذا كان جمهورك يهتم بالأخبار أو النقاشات السريعة، وهو خيار جيد لبناء علاقات مباشرة مع جمهورك والتفاعل الفوري مع متابعيك.

فهم متطلبات كل منصة ونوع المحتوى المناسب

بعد أن تحدد المنصات المناسبة، يجب أن تفهم ما يتطلبه النجاح في كل منها، فلكل منصة خصائصها ومتطلباتها التي تؤثر على نوعية المحتوى الذي يجب تقديمه.

  • المحتوى البصري والمرئي: تجده أكثر على إنستغرام وتيك توك ويوتيوب وبنترست، إذ يجب أن يكون المحتوى غنياً بالصور ومقاطع الفيديو القصيرة. يتوقع الجمهور هنا رؤية محتوى مرئي جذاب.
  • المحتوى المهني: تجده أكثر على لينكد إن، إذ يركز على كتابة منشورات أو مقالات احترافية، مشاركة إنجازاتك المهنية، والتفاعل مع محتوى الآخرين بطريقة تعكس خبرتك ومهنيتك.
  • المحتوى التفاعلي: في جميع المنصات لكن تجده أكثر على تويتر وفيسبوك إذ يحتاجان إلى محتوى سريع وقابل للمشاركة، مثل الأسئلة المفتوحة، استطلاعات الرأي، وأخبار سريعة.

بتحديد المنصات التي يتواجد فيها جمهورك وفهم متطلبات كل منها، تكون قد وضعت أسساً قوية لبناء حضور رقمي فعال ومؤثر، لكن يبقى أن تكمل هذا الحضور بتواجد بصري واحترافي. 

رابعاً. أنشئ هويتك البصرية 

برأيك كيف يمكن أن تعكس هويتك وعلامتك التجارية بطريقة مميزة؟ 

في الحقيقة تنعكس بطريقتين الأولى هي المحتوى ورسالتك التسويقية، والثانية هي هويتك البصرية التي لا تعتبر مجرد مظهر جذاب، بل هي أداة قوية تعكس شخصيتك وقيمك وتساعدك في التميز عن الآخرين من خلال:

تصميم شعار شخصي

الشعار هو العنصر الأساسي في هويتك البصرية وهو ما سيبقى عالقاً في أذهان جمهورك، لذا يجب أن يكون بسيطاً، مميزاً، وقابلاً للتذكر. وهنا بعض النصائح لتصميم الشعار:

  • الوضوح والبساطة: تجنب التعقيد في التصميم، فالشعار البسيط يسهل تذكره واستخدامه على مختلف المنصات.
  • التفرد: حاول تصميم شعار يعكس شخصيتك ويميزك عن المنافسين دون أن يشبه الشعارات الأخرى في مجالك.
  • القابلية للتكيف: تأكد من إمكانية استخدام الشعار بجميع الأحجام، سواء كان صغيراً كأيقونة أو كبيراً على المنشورات أو التصاميم الأخرى.

تحديد الألوان والخطوط المستخدمة

تلعب الألوان والخطوط دوراً كبيراً في بناء هوية بصرية متكاملة، لذا يجب اختيارها بعناية لأنها تعكس مشاعر معينة وتؤثر على كيفية إدراك جمهورك لعلامتك الشخصية.

  • الألوان: اختر مجموعة ألوان متناسقة تعبر عن شخصيتك وتناسب مجالك. على سبيل المثال، الألوان الزاهية تعكس الحيوية والإبداع، بينما الألوان الهادئة تعبر عن الاحترافية والجدية.
  • الخطوط: استخدم خطوطاً سهلة القراءة وتعكس الطابع الذي ترغب في تقديمه. الخطوط العصرية والديناميكية مناسبة للأعمال الإبداعية، بينما تُعد الخطوط الكلاسيكية أكثر ملاءمة للمجالات المهنية.

صياغة رسالة تسويقية قوية

رسالتك التسويقية هي ما تريد أن يعرفه الجمهور عنك، إذ تلخص خبراتك وما تقدمه من خدمات وما يميزك عن الآخرين، وبالتالي يجب أن تكون واضحة، قصيرة، ومعبرة. إليك 3 معايير مهمة يجب مراعاتها أثناء صياغة هذه الرسالة: 

  • حدد النقاط والمعلومات الأساسية التي ترغب في إيصالها لجمهورك. ما الذي تعنيه علامتك التجارية؟ ما هي قيمك؟
  • اجعل رسالتك ملهمة وقادرة على جذب انتباه الجمهور. 
  • تأكد أن رسالتك تتماشى مع هويتك البصرية وتتناسق بثبات على جميع منصات التواصل. 

بعد إنشاء هويتك البصرية، ستكون مستعداً للانتقال إلى الخطوة التالية التي طال انتظارك لها: تحضير خطة محتوى فعالة. 

خامساً. حضّر خطة المحتوى

أعلم أنك متحمس لهذه الخطوة، بالفعل لقد حان الوقت لتطوير خطة محتوى متكاملة تظهر خبرتك ومهاراتك تتواصل فيها مع جمهورك المستهدف وتقنعهم بشراء خدماتك أو منتجاتك. 

لا تفزع من عبارة خطة المحتوى، سأبسطها لك إن اتبعت معي الخطوات التالية:

تحديد أنواع المحتوى المناسبة

قبل البدء في كتابة أو إنتاج المحتوى، يجب عليك تحديد نوع المحتوى الذي ستصنعه وذلك حسب جمهورك وحسب المنصة كما رأينا سابقاً.

نصيحتي الشخصية، قدم محتوى متنوع ويخدم أهدافك التسويقية المختلفة التي يمكن تقسيمها حسب رحلة العميل كما يلي:

  • المحتوى التثقيفي والتوعوي: هنا أنت تستهدف العميل المحتمل الذي لديه اطلاع على مشكلة أو حاجة معينة ويبحث عن معلومات أكثر عنها. وبالتالي يجب أن يركز محتواك على تقديم معلومات تعليمية مثل المقالات أو الأدلة الشاملة أو الفيديوهات التعليمية التي تساعد العميل على فهم مشكلته بشكل أفضل.
  • المحتوى الإرشادي: بعد أن حدد العميل مشكلته سيبدأ في البحث عن حلول، وهنا يأتي دورك لتقدم له المحتوى الذي يساعده في الوصول للقرارات المناسبة، مثل دراسات الحالة وقصص نجاحك مع عملائك، أو المقارنة بين خدماتك، أو الويبينار والجلسات التي تتحدث فيها عن مشاكل عملاءك وكيفية حلها باستخدام منتجاتك أو خدماتك.
  • المحتوى الترويجي: إن عميلك الآن جاهز لاتخاذ قرار الشراء، لذا يجب أن تقدم له خدماتك التي يستطيع شرائها، كما يجب أن تقنعه بشهادات وتوصيات من العملاء، كما يمكنك طرح عروض أو حسومات معينة لإقناعه باتخاذ الخطوة النهائية.

إعداد تقويم المحتوى

يتيح لك تقويم المحتوى content schesule تنظيم مواعيد النشر وضمان التناسق والاستمرارية في نشر المحتوى، إذ يمكن اعتباره بمثابة أداة للتخطيط المسبق للمحتوى وبالتالي تجنب الضغط الناتج عن الحاجة لإنتاج محتوى جديد باستمرار. هنا عدة نصائح:

  • التخطيط الأسبوعي أو الشهري: قسّم الشهر إلى أسابيع وحدد المواضيع الرئيسية التي ترغب في تناولها كل أسبوع، مما يساعدك في التركيز وتنظيم أفكارك.
  • التنويع في النشر: حاول تنويع أشكال المحتوى عبر الأيام، مثلاً يمكنك نشر مقال طويل يوم الاثنين، وفيديو تعليمي يوم الأربعاء، وإنفوجرافيك يوم الجمعة.
  • المواسم والأحداث: احرص على تضمين المناسبات أو الأحداث الموسمية مثل الأعياد وغيرها في تقويم المحتوى، فهي فرصة لتقديم محتوى ذو صلة بجمهورك ويجذب انتباهه.

تحديد معدل وأوقات النشر

تخيل أنك تستهدف الموظفين بمحتوى متعلق بخدمات ترفيهية مثلاً ونشرت أحد منشوراتك الساعة 12 ظهراً، كيف تتوقع أن تحصل على وصول جيد لمنشورك؟ لن يصل هذا المنشور إلى الجمهور بما يكفي لأنه مشغول بأمر آخر.

يُعد التوقيت من أهم العوامل المتعلقة بنشر المحتوى، إذ يجب أن تعرف أفضل الأوقات للنشر بناءً على تفاعل جمهورك المستهدف.

  • معدل النشر: حدد عدد المنشورات التي ستنشرها أسبوعياً بناءً على قدرتك على الإنتاج دون التأثير على جودة المحتوى. من الأفضل الالتزام بوتيرة نشر ثابتة ومستدامة بدلاً من النشر بكثافة لفترة قصيرة ثم الانقطاع.
  • أوقات النشر: اعتمد على البيانات والتحليلات التي تجدها في كل منصة لتحديد أفضل الأوقات للنشر. مثلاً، قد تجد أن جمهورك يتفاعل مساءً أكثر، أو إن كنت تستخدم لينكد ان لاستهداف المدراء فإن النشر في أوقات الذروة الصباحية قد يزيد من التفاعل مع المحتوى.

كلما كانت خطة المحتوى مدروسة ومتنوعة ومبنية على أسس متينة تراعي جمهورك المستهدف، كان حضورك أقوى وحققت نتائج أفضل. 

سادساً. أنشئ محتوى عالي الجودة

بعد أن وضعت خطة المحتوى، تأتي الخطوة الأكثر أهمية: إنشاء محتوى عالي الجودة ومميز ليجذب الجمهور ويحافظ على تفاعلهم وفي الوقت نفسه يعبّر عن خبراتك ويزيد من تأثير علامتك التجارية.

إنتاج محتوى يتماشى مع هوية العلامة الشخصية

لضمان أن يكون المحتوى الذي تقدمه متسقاً مع هويتك الشخصية، يجب أن يتبع بعض المعايير التي تعكس شخصيتك وأهدافك:

  • التناسق مع الرسالة التسويقية: تأكد من أن كل جزء من المحتوى يتماشى مع الرسالة التسويقية الشخصية التي حضرتها سابقاً. مهما كان شكل المحتوى، يجب أن يعكس قيمك وخبراتك.
  • التركيز على الجودة: ركز على إنتاج محتوى ذو جودة عالية من حيث المضمون والشكل. تجنب نشر محتوى فقط من أجل النشر؛ بدلاً من ذلك، قدم شيئاً ذا قيمة حقيقية لجمهورك.
  • البساطة والوضوح: حتى وإن كنت تقدم مواضيع معقدة، حاول تبسيطها لتكون مفهومة لشرائح جمهورك. استخدم لغة واضحة وسهلة الفهم.

التركيز على تقديم قيمة مضافة للجمهور

ما هو المحتوى الناجح؟ ببساطة هو الذي يقدم قيمة حقيقية للجمهور ويحل مشاكلهم. يجب أن تشعر بأنك تسهم في تحسين حياتهم أو تزويدهم بمعلومات مفيدة من خلال:

  • تحديد احتياجات الجمهور: اعرف ما يهم جمهورك وقدم محتوى يلبي تلك الاحتياجات. سواء كان ذلك عن طريق حل مشكلة معينة، أو تقديم نصائح عملية أو معلومات جديدة.
  • تحفيز التفاعل: اطرح أسئلة، أو استعرض دراسات حالة، أو قدم أمثلة تطبيقية تساعد الجمهور على التفاعل مع المحتوى.
  • مشاركة الخبرات الشخصية: لا تخجل من مشاركة قصصك وتجاربك الشخصية، فهذا النوع من المحتوى يزيد من مصداقيتك ويقربك أكثر من جمهورك.

تحسين جودة المحتوى بصرياً

تلعب العناصر البصرية دوراً كبيراً في جذب الانتباه وتحسين تجربة المستخدم. لذا، من الضروري أن تكون جودة المحتوى البصري عالية:

  • استخدام الصور عالية الدقة: تأكد من أن الصور المستخدمة في منشوراتك واضحة وذات جودة عالية، فالصور الرديئة قد تضر بمظهرك الاحترافي.
  • التناسق في التصاميم: حافظ على تصميم موحد في جميع منشوراتك باستخدام نفس الألوان، الخطوط، والأنماط التي حددتها في هويتك البصرية.
  • إضافة عناصر بصرية تفاعلية: استخدم الرسوم البيانية، الإنفوجرافيك، أو الفيديوهات التوضيحية التي تساعد في توصيل المعلومات بشكل أكثر جاذبية.

إعداد محتوى بجودة عالية ويقدم قيمة مضافة للجمهور خطوة مهمة بالطبع، لكنك لن تتوقف هنا بل يجب أن تكمل بعض الخطوات لتبني علاقات مؤثرة مع المتابعين وبالتالي ثقة أكبر.

سابعاً. تفاعل مع جمهورك

لا تنسى أنت تنشر على وسائل تواصل، وبالتالي فإن التفاعل مع الجمهور هو أحد أهم العوامل التي تساهم في بناء علاقات قوية ومستدامة، بمعنى آخر زيادة ولاء المتابعين لعلامتك التجارية وذلك من خلال:

الرد على التعليقات والرسائل

  • التواصل السريع: احرص على الرد على التعليقات والرسائل في أقرب وقت ممكن. سرعة الاستجابة تعكس اهتمامك بجمهورك وتزيد من تفاعلهم معك.
  • الشخصية والود: عندما ترد على التعليقات، استخدم لغة ودية وشخصية. تجنب الردود الجافة أو الآلية، واجعل جمهورك يشعر بأنك تتحدث إليهم مباشرة.
  • التقدير والاحترام: أظهر التقدير للآراء الإيجابية واحترم النقد البناء، فشكر المتابعين على تعليقاتهم يعزز من مشاعرهم الإيجابية تجاهك ويشجعهم على المزيد من التفاعل.

المشاركة في النقاشات الرائجة في مجالك

  • البحث عن المواضيع الرائجة: ابحث عن النقاشات الجارية في مجالك وشارك فيها بآراء مدروسة ومفيدة، الأمر الذي يزيد من ظهورك ويعزز من مكانتك كخبير في مجالك.
  • التفاعل مع محتوى الآخرين: لا تكتفِ بنشر محتوى خاص بك فقط، بل كن جزءاً من مجتمع أوسع من خلال التفاعل مع محتوى الآخرين. علق على المنشورات، وتفاعل مع قصص وتجارب جمهورك.

بناء علاقات مع المتابعين والمؤثرين الآخرين

  • الاستفادة من العلاقات القوية: يمكن لبناء العلاقات مع المتابعين أن يحولهم إلى سفراء لعلامتك التجارية وذلك من خلال نشر محتواك وتعزيز وصوله إلى جمهور أوسع.
  • التعاون مع المؤثرين: ابحث عن فرص للتعاون مع مؤثرين آخرين في مجالك، إذ تساعدك هذه الشراكات في الوصول إلى جمهور جديد وأيضاً زيادة مصداقيتك.
  • الاهتمام والتفاعل الشخصي: تذكر أن بناء العلاقات يحتاج إلى ووقت واهتمام شخصي، لذا استثمر في التفاعل الحقيقي مع الأشخاص الذين يشاركونك نفس القيم والأهداف.

يساهم التفاعل المستمر مع جمهورك في بناء مجتمع قوي حول علامتك الشخصية ويزيد من فرص النجاح في التسويق الشخصي. 

ثامناً. تابع الأداء وقيّم النتائج

بعد أن بذلت كل هذا الجهد وبدأت بنشر المحتوى فإنك بحاجة لمتابعة الأداء وتقييم النتائج لضمان أن استراتيجيتك تسير في الاتجاه الصحيح، إذ تساعدك هذه المرحلة في فهم مدى نجاح المحتوى السابق وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تحسين وذلك من خلال الخطوات التالية:

حدد معايير الأداء اللازمة لقياس المحتوى

أول خطوة في تقييم الأداء هي تحديد المعايير التي ستستخدمها لقياس فعالية المحتوى. تختلف هذه المعايير باختلاف الأهداف التي حددتها في البداية، لكنها غالباً ما تشمل:

  • الوصول (Reach): أي عدد الأشخاص الذين وصل إليهم المحتوى، ويشير هذا المعيار إلى مدى انتشار محتواك بين جمهورك وأيضاً الجمهور الجديد الذي استطعت أن تصل إليه.
  • معدل التفاعل (Engagement Rate): قياس عدد الإعجابات، التعليقات، المشاركات، والردود على محتواك، إذ يعطيك معدل التفاعل فكرة عن مدى تأثير المحتوى على جمهورك.
  • عدد المتابعين: يظهر هذا المؤشر مدى جاذبية المحتوى وقدرته على جذب جمهور جديد.
  • معدل التحويل (Conversion Rate): وهو أحد المعايير الأكثر أهمية، فإذا كان لديك أهداف محددة مثل زيادة المبيعات، فإن نسبة التحويل تعتبر من أهم المعايير التي تحتاج إلى قياسها، ويمكن استخدامها بعدة أشكال منها: عدد المبيعات بالنسبة لعدد المتابعين مثلاً.

استخدام أدوات التحليل ضمن المنصات أو استعن بأدوات تحليل أخرى

لضمان قياس الأداء بدقة، يجب استخدام أدوات التحليل المتاحة في المنصات التي تنشر عليها محتواك، إذ تقدم تحليلات شاملة ورؤى تستطيع التحسين على أساسها، وأيضاً يمكنك اللجوء إلى أدوات تحليل خارجية لتحصل على بيانات أكبر:

  • أدوات التحليل ضمن المنصات: مثل Facebook Insights، Twitter Analytics، Instagram Insights، و LinkedIn Analytics. توفر لك هذه الأدوات بيانات حول التفاعل والوصول والجمهور.
  • أدوات تحليل خارجية: مثل Google Analytics لقياس أداء المحتوى على موقعك الإلكتروني، أو Hootsuite وBuffer التي توفر تحليلات شاملة عبر منصات متعددة.

حافظ على جمع البيانات بطريقة منظمة ودوّن ملاحظاتك حول الأداء، إذ تساعدك هذه التقارير في اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.

تحديد ما يجب تحسينه وإجراء التعديلات اللازمة

بعد جمع البيانات وتحليل الأداء، يأتي الجزء الأهم: تحديد ما يجب تحسينه وإجراء التعديلات اللازمة، فالتقييم المستمر لنتائجك يتيح لك فرصة للتطوير والتحسين المستمر:

  • تحليل نقاط الضعف في المحتوى: إذا كان هناك محتوى لم يحصل على التفاعل المتوقع، حاول فهم الأسباب. هل هناك مشكلة في توقيت النشر؟ هل الموضوع غير جذاب للجمهور؟
  • تحسين الاستراتيجية: استناداً إلى التحليلات، قم بتعديل خطتك، فقد تحتاج إلى تعديل نوع المحتوى، تغيير أوقات النشر، أو التركيز على منصات جديدة.

بمتابعة الأداء وتقييم النتائج بانتظام، ستتمكن من تحسين استراتيجيتك بشكل دائم وضمان استمرار نجاح المحتوى ووصوله إلى جمهورك. 

تاسعاً. استمر في التعلم والتطوير والنشر

بعد أن نشرت المحتوى الذي يعبر عن هويتك وبنيت علامة تجارية قوية تعتمد على التفاعل مع جمهورك، يجب أن تحافظ على ما وصلت إليه من خلال الاستمرار في التعلم والتطوير والنشر، وهذه المرحلة هي عملية دائمة تضمن لك التفوق والنجاحات الدائمة.

الاستمرار في النشر والتعلم من الأخطاء

  • النشر المنتظم: حتى بعد تحقيق نجاح مبدئي، من الضروري الاستمرار في نشر محتوى عالي الجودة بانتظام، فالاستمرارية تعزز من وجودك الرقمي وتحافظ على اهتمام جمهورك وعدم نسيانهم لك.
  • التعلم من الأخطاء: لا تخف من ارتكاب الأخطاء؛ فكل تجربة تقدم لك فرصة للتعلم. احرص على مراجعة الأخطاء وتحليل أسباب ظهورها، ثم استخدم هذه المعرفة لتحسين محتواك وأسلوبك.
  • الابتكار والتجديد: لا تغرق في الروتين والتكرار بل ابحث دائماً عن أفكار جديدة وابتكارات يمكن أن تضيف قيمة لمحتواك وتثير اهتمام جمهورك.

متابعة التحديثات في منصات التواصل الاجتماعي

  • الاطلاع على كل جديد: تتطور منصات التواصل الاجتماعي باستمرار، حيث تضاف ميزات جديدة وتتغير خوارزمياتها بانتظام، لذا تأكد من متابعة هذه التحديثات حتى تستفيد منها في تعزيز تواجدك الرقمي.
  • تجربة الميزات الجديدة: عند ظهور ميزات جديدة على المنصات التي تستخدمها، لا تتردد في تجربتها. قد تجد أن هذه الميزات تقدم لك طرقاً جديدة للتواصل مع جمهورك أو لتعزيز رؤية محتواك.
  • التكيف مع التغييرات: إذا لاحظت تغيرات في تفاعل الجمهور مع محتواك نتيجة لتحديثات المنصات، كن مستعداً لتعديل خطتك وفقاً لذلك.

تحسين المهارات الشخصية والتقنية

  • التطوير المستمر: في عالم التسويق الشخصي، تعد المهارات الشخصية والتقنية هي الأساس لنجاحك، لذا أنصحك باستثمار الوقت في تحسين مهاراتك سواء في الكتابة، التصميم، أو التحليل الرقمي.
  • التعلم من الآخرين: تابع خبراء التسويق الشخصي والمؤثرين في مجالك وتعلم من استراتيجياتهم ونجاحاتهم، وحاول تطبيق الأفكار المناسبة على محتواك.
  • التدريب والتعليم: شارك في الدورات التدريبية والورش التي تساهم في تطوير مهاراتك سواء كانت دورات متعلقة بالتسويق الرقمي، التصميم، أو التواصل، فكل معلومة جديدة ستساهم في تعزيز أدائك.

باستمرارك في التعلم والتطوير، ستضمن أن تبقى في دائرة فالتميز في التسويق الشخصي ليس محطة تصل إليها، بل هو رحلة مستمرة تتطلب التكيف والابتكار دائماً.

ماذا تنتظر الآن؟ انطلق!

والآن، بعد أن تعرفت على أهم الخطوات للبدء في صناعة المحتوى لتسويق لنفسك وخدماتك، تذكر أن النجاح في هذا المجال لا يتطلب خبرة كبيرة ومعمقة في التسويق، بل يحتاج إلى التزام بالتعلم المستمر وتطوير مهاراتك بشكل دائم، كما يتطلب منك صدقاً واهتماماً بالغاً بالمحتوى الذي تقدمه والذي سيكون وسيلتك الأولى للتقرب من جمهورك وكسب ثقتهم.

أعلم أن الأفكار بدأت تتزاحم في رأسك، وبدأت تفكر في كيفية تطبيق هذه الخطوات في تخصصك ومجالك.

لذا ابدأ فوراً فالوقت المناسب للبدء دائماً هو الآن، وإذا واجهت أي سؤال، شاركه في التعليقات لأتمكن من مساعدتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top