ما الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد

الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد

إننا نشهد تلاشي الحدود التقليدية لمكان العمل، لذا يبحث الكثيرون عن أفضل طريقة لتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية مع الحفاظ على الإنتاجية والرضا الوظيفي. 

يُظهر كل من العمل الحر والعمل عن بعد مزايا مغرية، لكنهما يختلفان في جوانب جوهرية قد تؤثر بشكل كبير على قرارك. وهذا ما سنستكشفه بعمق لنساعدك على معرفة الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد واختيار النمط الأنسب لك ولأهدافك المهنية.

 

ماهو العمل الحر وما هو العمل عن بعد

تعريف العمل الحر عبر الإنترنت Freelance Work

يمكن تعريف الفريلانسينج بأنه نوع العمل الذي يقوم به الأشخاص الراغبون في العمل لصالحهم الشخصي أي المستقلين Freelancers الذين يريدون التحكم بعملهم وبعدد ساعاته، والحصول على كامل الأرباح، وبناء سمعة منفردة في السوق، وهم نفسهم الذين لا يريدون الالتزام بعقد ثابت دائم عائد لشركة واحدة.

الجدير بالذكر أن المستقلين لا يستفيدون من حقوق الموظفين الشائعة كالتأمينات والتعويضات والرواتب الشهرية، وأنهم يعملون لعدة زبائن وينشئون عقود كثيرة قصيرة أو طويلة الأجل.

 

تعريف العمل عن بعد Remote Work

يمكن تعريف العمل عن بعد بأنه نوع العمل الذي يقوم به الموظفون العاديون العاملون لصالح شركة واحدة والذين يلتزمون بعقد واحد دائم عائد لنفس الشركة من منازلهم أي من دون أن يتواجدوا بالمكتب.

وعلى عكس المستقلين يستفيد الموظفون العاملون عن بعد Remote Workers من حقوق الموظفين الشائعة كالتأمينات والتعويضات والرواتب الشهرية الثابتة وغيره.

 

ما الفرق بين العمل عن بعد والعمل الحر

 

يعتقد الكثير من الناس أن هذين المفهومين متماثلان ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فعلى الرغم من وجود بعض التشابهات إلا أن الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد موجود أيضاً.

 

نقاط التشابه بين العمل الحر والعمل عن بعد

1- المرونة

كل من العمل عن بعد والعمل الحر يتمتعان بدرجة عالية من المرونة مقارنةً بالأنماط التقليدية للعمل. يتيح العمل عن بعد للموظفين إمكانية تنظيم مساحات عملهم حسب رغبتهم، والعمل من المنزل دون الحاجة لقضاء وقت في التنقل أو التقيد بزي مكتبي رسمي.

 

2- التحكم في بيئة العمل 

يتمتع العاملون عن بعد مثل المستقلين بحرية ترتيب بيئة عملهم بالطريقة التي تساعدهم على الإنتاجية والراحة، سواء كان ذلك في المنزل أو في أي مكان آخر يختارونه للعمل، إذ أنهم غير مضطرين للتواجد في مكتب الشركة إلا في أوقات الاجتماعات.

 

3- تخفيض التكاليف

يمكن للعاملين عن بعد كما المستقلين أن يوفروا جزء كبير من مصاريفهم التي كانوا يدفعونها أثناء دوامهم في مكاتب الشركة، ومن هذه المصاريف: المواصلات، اللباس وحتى الوجبات.

 

4- الاعتماد على التكنولوجيا 

يعتمد كل من العمل الحر والعمل عن بعد بشكل كبير على التكنولوجيا للتواصل وإدارة المهام. إذ يلجأون لاستخدام العديد من الأدوات مثل برامج إدارة المشاريع، ومنصات الاجتماعات الافتراضية مثل Zoom كجزء أساسي في المهام اليومية.

 

5- تحديات التواصل والتعاون

نظراً لعدم التواجد الفعلي في مكتب مركزي، قد يواجه العاملون في كلا النمطين تحديات متعلقة بالتواصل والتعاون مع الزملاء أو العملاء، لذا يجب عليهم تطوير مهارات التواصل الفعال لضمان سلاسة العمليات وتقليل سوء الفهم.

 

6- التأثير على التوازن بين العمل والحياة الشخصية 

يمكن أن يؤثر كل من العمل الحر والعمل عن بعد على التوازن بين العمل والحياة الشخصية. قد يجد المستقلون والعاملون عن بعد صعوبة في فصل العمل عن الحياة المنزلية، مما يؤدي إلى ساعات عمل أطول أو العمل في أوقات غير منتظمة.

 

نقاط الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد

1- طول مدة العقد

لا يستطيع العاملون عن بعد الالتزام بعقود متعددة فهم مثبتون لدى شركة واحدة، وقد يدوم عقدهم لسنوات طويلة. 

بينما يستطيع المستقلون أن يلتزمو بالكثير من العقود التابعة لشركات مختلفة، وقد تكون هذه العقود طويلة أو قصيرة أي تدوم لبضع أشهر أو لأيام فقط.

 

2- مكان العمل

يمكن للمستقلين أن ينجزوا مهامهم من أي مكان، سواءً من بلد آخر أو أثناء السفر أو من المنزل. 

لكن لا ينطبق هذا على العاملين عن بعد، فصحيح أنهم قادرون على اختيار العمل الذي يسمح لهم بالقيام بوظيفتهم خارج المكتب ولكنهم قد يضطروا إلى حضور الاجتماعات أو التواجد في مكان العمل.

 

3- أسلوب العمل

يستمتع المستقلون بكونهم رؤساء أنفسهم، فهم لا يدفعون ضرائب ولا يتبعوا جداول زمنية محددة، بل يعملون حسب أوقات معينة يجدوها مناسبة ويتحكمون بكيفية توليد الأرباح ويحصلون عليها جميعها.

كما أنهم يتحملون كامل المسؤولية مما يشكل مخاطرة كبيرة ولكن ناجحة كثيراً.

وعلى عكس ذلك لا يستطيع العاملون عن بعد العمل وفقاً لهذا الأسلوب فهم ملزمون بإبلاغ رؤسائهم بكل شيء وبدفع ضرائب محددة ولكنهم مرتاحون من تحمل المسؤوليات الكبيرة.

 

4- المزايا المتاحة

يمنح العمل عن بعد موظفيه نفس المزايا التي يتمتع بها الموظف الثابت كالعطل الرسمية وعطل الأمومة والتأمين الصحي والتقاعد وأي مزايا أخرى قد يقدمها رئيس الشركة مما يخفف من التوتر والقلق ويجعل التركيز مكثف على إنجاز المهام بأفضل شكل.

وعلى العكس من ذلك يُحرم المستقلون من مثل هذه مزايا ويضطرون إلى التعامل مع صعوبات عديدة إلى جانب إتمام مهام المشروع الرئيسية مما يعرضهم إلى الإرهاق والتعب.

 

5- ساعات العمل

يتمتع العاملون عن بعد ببعض المرونة في ترتيب ساعات عملهم، ولكن غالباً ما يكونون خاضعين لساعات عمل ثابتة تحددها الشركة التي يعملون لها. هذا يعني أنهم بحاجة للتواجد أثناء ساعات العمل المحددة للتعاون مع زملائهم وتلبية متطلبات العمل. في المقابل، يتمتع المستقلون بحرية كاملة في تحديد ساعات عملهم، مما يتيح لهم العمل في أوقات تناسب نمط حياتهم الشخصي والمهني، ولكن هذا يتطلب منهم مستوى عالٍ من الانضباط الذاتي لضمان الالتزام بالمواعيد النهائية.

 

6- الاستقرار المالي

الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد فيما يتعلق بالاستقرار المالي، يميل العمل عن بعد إلى توفير استقرار مالي أكبر بفضل الراتب الثابت والفوائد كالتأمين الصحي والتقاعد. بالمقابل، قد يواجه المستقلون تقلبات في الدخل تعتمد على توافر المشاريع والطلب على خدماتهم، مما يجعل تحقيق الاستقرار المالي أكثر تحدياً.

الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد

أخيراً وبعد معرفة الفرق بين العمل الحر والعمل عن بعد، يعتمد قرار الاختيار بينهم على احتياجات الشخص، وأسلوب حياته وكيفية عيشه، وحس المسؤولية لديه وقدرته على العمل تحت سلطة معينة، حبه للمغامرة ومقدار اندفاعه نحو تحقيق أهدافه وطموحاته. 

لذلك تمهل وخذ نفساً عميقاً وادرس هذه الأمور من دون تسرّع لكي تستطيع الارتقاء بمسارك المهني مهما كان اختيارك.

 

المصادر 

1 | 2 | 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top